القصة الكاملة لأغرب حكم أعدام في التاريخ

هل أُعدم أوليفر كرومويل بعد موته؟ القصة الكاملة لأغرب حكم في التاريخ

هل تصدّق أن رجلاً حُكم عليه بالإعدام بعد سنوات من وفاته، وتم تنفيذ الحكم على رُفاته علناً؟ هذه هي الحكاية المذهلة لأوليفر كرومويل، القائد الذي قلب موازين إنجلترا في القرن السابع عشر، ثم عاد التاريخ لينقلب عليه بطريقة غير مسبوقة. في هذا المقال، نروي القصة بأسلوب مبسّط، مع أهم الأحداث والحقائق الموثّقة، من الحرب الأهلية إلى تعليق الرأس على بوابة وستمنستر، وحتى الدفن الأخير سنة 1960.

القصة الكاملة لأغرب حكم أعدام في التاريخ

خلاصة سريعة
  • أوليفر كرومويل (1599–1658) قاد البرلمانيين وأسهم في محاكمة الملك تشارلز الأول وإعدامه سنة 1649.
  • تولّى منصب اللورد الحامي لجمهورية إنجلترا حتى وفاته سنة 1658.
  • بعد عودة الملكية سنة 1660، أمر تشارلز الثاني بـ"الإعدام بعد الوفاة" لكرومويل وآخرين في يناير 1661.
  • نُبشت الجثث، وشُنقت علناً عند تايبورن، ثم قُطعت الرؤوس وعُلّقت على بوابة قاعة وستمنستر.
  • أُعيد دفن رأس كرومويل في 25 مارس 1960 داخل كلية سيدني سوسكس في كامبريدج.

بداية الحكاية: حرب أهلية تقسّم إنجلترا

تبدأ القصة في القرن السابع عشر، وتحديداً عام 1642 حين اندلعت الحرب الأهلية الإنجليزية بين الملكيين الموالين للملك تشارلز الأول والبرلمانيين المناصرين لسلطة البرلمان. في هذا المناخ المضطرب ظهر اسم أوليفر كرومويل بقوة كقائد عسكري وسياسي أثّر بعمق في مسار الحرب، وأسهم في تشكيل جيش الانضباط الجديد الذي حقّق انتصارات حاسمة على قوات الملك.

من محاكمة الملك إلى جمهورية بلا عرش

مع ترجيح كفة البرلمانيين، طُرحت فكرة محاكمة الملك بتهمة الخيانة. ورغم غرابة الإجراء في ذلك الزمن، انعقدت المحاكمة وانتهت بـإعدام تشارلز الأول عام 1649. كان القرار صادمًا لأوروبا بأسرها، إذ لم يكن مألوفًا أن يُعدم ملك على يد مؤسسات بلاده. فتح ذلك الباب لتجربة سياسية غير مسبوقة في تاريخ إنجلترا.

سنوات الحكم: اللورد الحامي

بغياب العرش، تحوّلت البلاد إلى كومنولث ثم إلى نظام محكوم بشخصية واحدة تحت مسمى اللورد الحامي. تقلّد كرومويل المنصب سنة 1653 وحكم حتى وفاته بمرض طبيعي سنة 1658. ورغم تمسّكه بالقيم البروتستانتية الصارمة وميله إلى الانضباط، فإن حكمه انطوى على تعقيدات سياسية ودينية ظل تأثيرها حاضرًا لعقود.

عودة الملكية والانتقام الملكي

سقطت تجربة الحكم التي خلفته سريعاً على يد ابنه ريتشارد، وعادت الملكية مع تشارلز الثاني سنة 1660. كانت العودة مشحونة برغبة في تصفية الحساب مع الذين شاركوا في قتل الملك السابق. عرف المؤرخون تلك الفترة باسم الانتقام الملكي، وشملت إجراءات قانونية وسياسية واسعة ضد قادة البرلمانيين.

الإعدام بعد الموت: نبش القبر والشنق وقطع الرأس

الإعدام بعد الموت: نبش القبر والشنق وقطع الرأس


بلغ الانتقام ذروته بقرار البرلمان المؤيد للملك في يناير 1661 بنبش جثة كرومويل واثنين من رفاقه، وهما جون برادشو وهنري إيريتون. أُخرجت الجثث من قبورها، ونُقلت إلى تايبورن حيث شُنقت علناً من الصباح إلى المساء، ثم قُطعت رؤوسها وعُلّقت على بوابة قاعة وستمنستر على أعمدة شاهقة لتكون عبرة رمزية لكل معارض.

بقيت رأس كرومويل معروضة لسنوات قبل أن تختفي في ظروف غامضة. تشير الروايات إلى أنها سقطت في يوم عاصف فالتقطها أحد المارّة، لتبدأ رحلة تنقّل بين مقتني التحف وتُعرض في بعض المتاحف الخاصة. وفي النهاية، جرى دفن الرأس في 25 مارس 1960 داخل كلية سيدني سوسكس بجامعة كامبريدج، وهي الكلية نفسها التي درس فيها كرومويل شابًا.

أسئلة شائعة

هل الإعدام بعد الوفاة إجراء حقيقي؟

نعم، وثّق المؤرخون حالات محدودة عبر التاريخ، وتُعدّ واقعة كرومويل أشهرها في إنجلترا، حيث نُفِّذ الحكم على الرفات كرمز للعقاب.

لماذا أقدم تشارلز الثاني على ذلك؟

كان الهدف إرسال رسالة سياسية واضحة باستعادة هيبة الملكية، ومعاقبة من اعتبرهم مسؤولين عن قتل والده الملك تشارلز الأول، حتى ولو بعد موتهم.

أين دُفن كرومويل أولاً؟ وأين دُفن رأسه لاحقًا؟

دُفن كرومويل أولاً في دير وستمنستر بجنازة مهيبة عام 1658. أما الرأس، فدُفنت في كلية سيدني سوسكس بكامبريدج عام 1960.

الخط الزمني المختصر

  • 1642: اندلاع الحرب الأهلية الإنجليزية.
  • 1649: محاكمة الملك تشارلز الأول وإعدامه.
  • 1653–1658: كرومويل لورد حامٍ لجمهورية إنجلترا.
  • 1660: عودة تشارلز الثاني واستعادة الملكية.
  • يناير 1661: نبش جثة كرومويل وإعدامها بعد الوفاة، وتعليق الرأس على بوابة وستمنستر.
  • 25 مارس 1960: دفن رأس كرومويل في كلية سيدني سوسكس بجامعة كامبريدج.

خلاصة

قد لا تتكرر قصة مثل قصة أوليفر كرومويل كثيرًا في التاريخ، لكنها تُظهر كيف يمكن للسياسة أن تمتدّ عقوباتها إلى ما بعد الموت. من قائد غيّر وجه إنجلترا إلى رفات عُلّقت كعبرة، ثم رأس عاد إلى التراب بعد قرون، تبقى القصة درسًا عن السلطة والرمزية والذاكرة الجماعية.

تعليقات