العجوز العوراء


.. العجوز العوراء ..

 
   ( حازم ) مجرم قاسي القلب كثير المشاكل دائما ماكان يدخل السجن , كان جميع رجال القانون
يعرفونه لشدة عنفوانه وكثرة جرائمه . في أحدى الأيام ذهب وسرق منزل أحد التجار الكبار
والمعروفين في البلاد ,

ولكن عند خروجه من منزل هذا التاجر تشاجر مع أحد حراسه فقام
( حازم ) بقتله , ولكن الشرطة تمكنت من القبض عليه قبل هروبه من موقع الجريمة . جاء
وقت محاكمة ( حازم ) وعندما ادخلوه رجال الشرطة إلى قاعة المحكمة كان ( حازم ) يبكي
بشدة ولم يهتم لمحاكمته و لا للموجودين بالقاعه
خصوصا التاجر الذي سرق منه ( حازم ) بل ظل يبكي بكاء شديدا حتى انتهت المحكمه
من التداول في قضيته وحكم عليه ( بالأعدام ) .!! ايضا ( حازم ) لم يهتم بذلك بل ظل
يبكي استغربوا منه الحضور كيف لشخص ك ( حازم ) الجريمه تجري في عروقه ويبكي هكذا .!!
قال له قاضي المحكمة : أتبكي يا( حازم ) الآن !! انت تعرف جيدا نهاية الطريق الذي
كنت تسير به !! فلن ينفعك اليوم ندمك ولا بكائك !! سكت ( حازم ) قليلا ثم
قال للقاضي : أنا لا أبكي من عقوبة الأعدام ولا أبكي نادما على جرائمي السابقه .!! بل
أنا أبكي من أجل المرأة العجوز .!! استغرب الجميع من كلام ( حازم ) !! قال له
القاضي : عن أي امرأة تتكلم !؟ قال له ( حازم ) : قبل أن تقبض علي الشرطة بأيام قليله
تشاجرت مع أحد الأشخاص وهربت إلى أحد القرى البعيده للأختباء من الشرطة لأنها كانت تبحث
عني . في أحدى الليالي وأنا أسير في حالة ( سكر ) في تلك القرية وإذا بأمرأة
يغطي السواد وجهها كانت
تلاحقني استغربت من أمرها حتى اقتربت مني وقالت : مارأيك أن تعاشرني وتعطيني بعض المال !!
فوافقت على أمرها وذهبت معي إلى الشقة ثم أمرتها أن تكشف عن وجهها لكنها رفضت !! حتى
قمت أنا بالقوة وكشفت عن وجهها وعندما رايت وجهها غضبت انا بشدة لأنها كانت ( عجوزا عوراء
قبيحة الشكل ) كانت ملامحها توحي بقسوة الدنيا عليها !! ظننتها تستهزء بي وتخدعني وازداد
غضبي وقمت بضربها ضربا مبرحا حتى سقطت !! طننتها ماتت فأردت أخراجها من الشقه لكني
خفت أن يراني أحد فقررت أن أدعها في الشقه حتى اليوم الآخر ولكنها قليلا قليلا بدأت تستيقظ
وعندما نهضت قالت لي : ارجوك لاتضربني أعطني المال ودعني أذهب .؟ استغربت جدا من هذه
العجوز ظننتها مجنونه فقلت لها : من أنتي وماهي حكايتك .؟ قالت لي : نحن عائله فقيره
لانملك قوت يومنا وعندي ( ولدان ) عندما اراد الأول أن يتزوج لم أكن املك شيئا واردته أن
يكون سعيدا ف بعت ( عيني ) وبأموال عيني زوجته !! الآن أبني الآخر يريد الزواج وأنا لاأملك
شيء اردت أن ابيع ( عيني الأخرى ) ولكني لو بعتها فلن أستطيع أن اراه في يوم زواجه
وكيف يكون سعيدا !! ذهبت إلى كل مكان إلى كل شخص لم يعطيني أحد شيئا قررت أن اتجه إلى
طريق الرذيله والزنا لكن لاأحد يريدني لأنني ( عجوزا عوراء قبيحة ) !! ثم سكت ( حازم )
قليلا في المحكمة وقال : صدقني ياسيدي القاضي عندما أنتهت المرأة من
أخبار قصتها لي حركت ضميري ومشاعري
هزت وجداني من الداخل !! ياسيدي القاضي كنت في السابق أظن بأنني رجل قهرته الظروف وبأن
قسوة الناس وفقري هم من جعلوني مجرما لكنني عندما سمعت حكايتها علمت بأنني شخصا
ضعيفا امام هذه العجوز !! خجلت من نفسي لأنني ضربتها وقمت أقبل قدمها
لكي تسامحني لكنها رفضت وقالت لي اذا اردتني ان اسامحك اعطني المال لكي أزوج أبني !!
وعدتها بأنني سأعطيها كل ماتريد !! ثم غادرت المراة الشقه وبعد أيام ذهبت إلى منزل
هذا التاجر الأحمق المتواجد في المحكمة الذي جمع أمواله من سرقة الناس وعندما
أخذت مايكفي من المال لتلك المرأة العجوز اردت الخروج لكنني
تشاجرت مع أحد حراسه وقتلته ( دون قصدا مني ) وها أنا أمامكم الان !! وبعد
أن أنهى ( حازم ) قصته مع المرأة العجوز في المحكمة بدأ البعض بالبكاء والبعض الآخر
طالب بألغاء عقوبة الأعدام منه , لكن التاجر الذي سرق منه ( حازم ) قام في المحكمه
وقال ل ( حازم ) : أيها المجرم هل تعتقد أذا أخبرتنه بحكاية هذه العجوز سوف نسقط
عنك حكم الأعدام !! أنت سوف تعدم والمرأة العجوز أنا ساتكفل بزواج أبنها !! بدأ
التصفيق والتحيه والغناء للتاجر في المحكمه على كرمه وشهامته . مرت الأيام وأعدم ( حازم )
وتوفيت المرأة العجوز وأبنها لم يتزوج لأن التاجر لم يعطيه أي شيء , لكن الغريب
بأن الناس ظلت تصفق له وتتغنى به حتى بعد أن مات ظلوا الناس يألفون كتبا عن التاجر
وعن كرمه وشهامته .... انتهى

تعليقات